في ذلك المساء جاء لبيتنا
ضيوف من أفراد العائلة، كنتُ في طريقي للمطبخ حين جاء طفل صغير يجري بعدم انتباه
وهو يلعب فارتطم جسده بجسدي، بحركة لا إرادية دفعته بتقزز فسقط على الأرض وهو
يبكي، حين استوعبتُ ما قمت به شعرتُ بشيء من الحزن على قسوتي فانحنيت له وأنا
أحاول مساعدته على الوقوف، قلتُ بشيء من البرود:
"آسفة"
سلَّمته منديلًا يمسح به دموع عينيه المتناثرة، نظرت له بحدّة وبداخلي مزيج من مشاعر متناقضة، أنا أكره جنسهم، أكرههم حد الجنون، لكني لا أستطيع أن أدَّعي أني أكره هذه النظرات البريئة الماثلة أمامي...
وقفت وأنا أراقب ظهره حين ابتعد
مهرولًا ناحية أمه، تُرى متى سيتحول هذا إلى وحش؟ إلى متغطرس؟ إلى ظالم؟ إلى ذكرٍ
يحتقر الأنثى بكلماته أو أفعاله؟ تُرى من المسؤول عن تحويلكم لأوغاد أيها الصغار؟
من؟ أخبروني بربكم من لطَّخ براءتكم؟ من هو عدوي الحقيقي الذي تسبب بهذه المأساة؟
أليس يجدر بي معرفة ذلك على الأقل، أنا التي بدأت معركة ولست أعرف حتى أين يجب
عليَّ توجيه طلقاتي؟
اقتباس على لسان إحدى
الشخصيات من رواية جنتها لا ذكور فيها
لتحميل الرواية:
لتحميل الرواية:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق