اليوم أصبحتُ
كبيرة ولم يعد الركوب يستهويني كالماضي، فقد ذهبت نشوة أول تجربة وأصبحت دراجة
الأولاد صغيرة علي، طالت سيقاني عليها وأصبح امتطاؤها يتعبني أكثر من ما يُمتعني،
بل إنِّي شبعتُ منها وها هي قد اختفت رغبات الطفلة الصغيرة التي كنتها ليحل محلها
عناد وكبرياء أنثوي جعلني أركبها تعبيرًا عن تمردي على هذه التقاليد البالية، تعبيرًا
عن عدم رغبتي في الحفاظ على هذه العذرية المزعومة ودمائها... فلا حاجة لي بها!
نعم، أنا غريبة بمعايير هذا المجتمع، أنا مختلفة جدًا!
فبينما يكون هم
الفتيات الوحيد هو الحفاظ على ذاك الغشاء القابع بين فخوذهن، وعلى تلك السمعة
القابعة بين شفاه الناس لم يكن أي من هذا يشغلني!
فتلكَ وقعتْ
من على الدرج، وتلك ضربها لا أدري ماذا بين رِجليها، وتلك فتحتْ رشاش الاستنجاء
فاندفعتْ مياهه بقوّة صاروخية، وتلك تحرشَ بها وحش لئيم، وتلكَ كانت تكتشفُ جسدها
بفضول فأدخلتْ اصبعها في المكان الغلط، وتلكَ تخشى أن يكون غشاؤها مطاطيًا لا
يتقطعُ ليلة زفافها، وتلك تمارس العادة السرية، وتلك وتلك... كثيرٌ من قصص يكررنها في
مجالسهن بوجوه تكون في قمَّة قلقها وهن يفكرن في مستقبلهن الزوجي... إنه أمرٌ في
قمة السخافة أن يعطيَ العرب لشرف البنتِ كل هذه الأهمية بينما يؤمنون في نفس الوقت
أنه بالإمكان فقدانه بهذه الأفعال المنوّعة! إنه الغباء بعينه!
اقتباس على لسان إحدى
الشخصيات من رواية جنتها لا ذكور فيها
لتحميل الرواية:
اضغط(ي) هنالتحميل الرواية:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق